التحول الرقمي: هل سيخلق فرص عمل جديدة أم سيؤدي إلى فقدان الوظائف؟
التحول الرقمي |
مقدمة :
التحول الرقمي هو مصطلح يشير إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية لتغيير الطريقة التي تعمل بها الشركات والحكومات والمجتمعات. يشمل ذلك استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، وإنترنت الأشياء (IoT)، والتعلم الآلي (ML)، والتحليلات التنبؤية.
يمكن أن يكون للتحول الرقمي تأثير كبير على سوق العمل. من ناحية، و من ناحية أخرى، يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والتعليم. يمكن أن يؤدي أيضاً إلى فقدان الوظائف في مجالات مثل التصنيع والخدمات اللوجستية والبيع بالتجزئة.
التأثير
الفرص الجديدة:
يخلق التحول الرقمي فرص عمل جديدة في مجموعة متنوعة من المجالات. على سبيل المثال، هناك حاجة إلى المزيد من المهندسين والعلماء والخبراء في تكنولوجيا المعلومات للتطوير والصيانة والتشغيل للتقنيات الجديدة. كما أن هناك حاجة إلى المزيد من المهنيين في مجال الرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والتعليم لتقديم خدمات جديدة أو تحسين خدمات حالية.
وفقاً لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يخلق التحول الرقمي 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025. ومن المتوقع أن تركز هذه الوظائف على المجالات التالية:
- التكنولوجيا: تشمل هذه المجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي والتحليلات التنبؤية.
- الرعاية الصحية: تشمل هذه المجالات الطب عن بعد وإدارة الأمراض المزمنة والتشخيص والعلاج القائم على البيانات.
- التجارة الإلكترونية: تشمل هذه المجالات تطوير المنتجات وتسويقها وشحنها وتقديم خدمة العملاء.
- التعليم: تشمل هذه المجالات التعليم عبر الإنترنت والتعلم الشخصي والتعلم القائم على البيانات.
فقدان الوظائف إثر التحول الرقمي
يمكن أن يؤدي التحول الرقمي أيضاً إلى فقدان الوظائف في بعض المجالات. على سبيل المثال، يمكن أن تحل الروبوتات محل العمال في وظائف التصنيع والإنتاج. كما يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا إلى أتمتة المهام في وظائف الخدمات اللوجستية والبيع بالتجزئة.
ووفقاً لتقارير صادرة عن منظمة العمل الدولية، من المتوقع أن يفقد حوالي 850 مليون شخص حول العالم وظائفهم بسبب الأتمتة بحلول عام 2030. منها 15مليون وظيفة في الوطن العربي ،أي بما يصل 10% من قوي العمل في منطقة الوطن العربي. تركز هذه الوظائف على الصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا، مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والتعليم.
على سبيل المثال، هناك حاجة إلى المزيد من المهندسين والعلماء والخبراء في تكنولوجيا المعلومات للتطوير والصيانة والتشغيل للتقنيات الجديدة. كما أن هناك حاجة إلى المزيد من المهنيين في مجال الرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والتعليم لتقديم خدمات جديدة أو تحسين خدمات حالية.ومن المتوقع أن تركز هذه الخسائر على المجالات التالية:
المجالات الأكثر تأثراً حول العالم
- التصنيع: تشمل هذه المجالات الإنتاج والتصنيع والتعبئة والتغليف.
- الخدمات اللوجستية: تشمل هذه المجالات النقل والتخزين والتوزيع.
- البيع بالتجزئة: تشمل هذه المجالات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت والبيع بالتجزئة التقليدية.
المجالات الأكثر تأثراً بالتحول الرقمي في الوطن العربي هي:
- الزراعة: يمكن أن تحل الآلات والتقنيات الجديدة محل العمال في وظائف مثل الحصاد والتعبئة والتغليف.
- التصنيع: يمكن أن تحل الروبوتات محل العمال في وظائف مثل الإنتاج والتعبئة والتغليف.
- النقل: يمكن أن تحل أنظمة الذكاء الاصطناعي محل السائقين في وظائف النقل.
- الخدمات اللوجستية: يمكن أن تحل أنظمة الذكاء الاصطناعي محل العمال في وظائف مثل التخزين والتوزيع.
دور أصحاب الوظائف المهددة بالزوال قبل فقدانها
يمكن للعمال الذين يعملون في وظائف مهددة بالزوال اتخاذ عدد من الخطوات لحماية أنفسهم من فقدان وظائفهم، قبل أن يحدث ذلك. وتشمل هذه الخطوات ما يلي:
- اكتساب المهارات الجديدة: يمكن للعمال اكتساب المهارات الجديدة التي يحتاجونها للنجاح في الاقتصاد الرقمي. وتشمل هذه المهارات ،مهارات التكنولوجيا الرقمية، مثل البرمجة والتحليلات والذكاء الاصطناعي.
- تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات: يمكن للعمال تطوير مهارات التفكير النقدي لديهم وحل المشكلات لجعلهم أكثر جاذبية للوظائف في الاقتصاد الرقمي.
- التواصل مع أصحاب العمل المحتملين: يمكن للعمال التواصل مع أصحاب العمل المحتملين لإنشاء شبكة علاقات اجتماعية ومعرفة المزيد عن فرص العمل المتاحة.للإلتحاق بها
- ترك الوظيفة وإستبدالها بوظيفة أكثر ضماناً
ووفقاً لدراسة أخري أجرتها منظمة العمل الدولية، فإن الموظفون الذين يتركون وظائفهم المهددة بالزوال قبل فقدانها لديهم فرص أفضل في العثور على وظائف جديدة. ومع ذلك، هناك أيضاً بعض المخاطر المرتبطة بترك الوظائف المهددة بالزوال قبل فقدانها، منها:
1.عدم وجود ضمان للعثور على وظيفة جديدة: قد لا يتمكن العامل اوالموظف من العثور على وظيفة جديدة في الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى فقدان الراتب.2.التكلفة المالية لترك الوظيفة: قد يضطر العمال إلى تحمل تكلفة التدريب المهني أو الانتقال إلى منطقة جديدة للعثور على وظيفة جديدة.
وبشكل عام، فإن قرار ترك الوظيفة المهددة بالزوال قبل فقدانها قرار شخصي يجب أن يُأخذ في الاعتبار العوامل المختلفة، بما في ذلك العوامل الشخصية والاقتصادية.
العوامل المؤثرة علي سوق العمل
هناك عدد من العوامل التي تؤثر على تأثير التحول الرقمي على سوق العمل. منها الأتي:
- طبيعة الصناعة: تختلف التأثيرات على سوق العمل حسب الصناعة. على سبيل المثال، من المرجح أن يكون للتحول الرقمي تأثير أكبر على الصناعات التي تعتمد على العمالة اليدوية.
- مستوى المهارة: من المرجح أن يفقد العمال ذوو المهارات المنخفضة وظائفهم بسبب الأتمتة. من ناحية أخرى، من المرجح أن يجد العمال ذوو المهارات العالية وظائف في مجالات جديدة.
- التنظيم الحكومي: يمكن للسياسات الحكومية أن تساعد في تخفيف الآثار السلبية للتحول الرقمي على سوق العمل. على سبيل المثال، يمكن للحكومات تقديم التدريب المهني للعمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب الأتمتة.أو بالكاد أن يفقدوها.
التوصيات للتكيف مع التحول الرقمي
هناك عدد من التوصيات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من الآثار السلبية للتحول الرقمي على سوق العمل. وتشمل هذه:
- الاستثمار في التعليم والتدريب: يمكن أن يساعد الاستثمار في التعليم والتدريب العمال على اكتساب المهارات التي يحتاجونها للنجاح في الاقتصاد الرقمي.
- تطوير سياسات لدعم العمال المتضررين: يمكن للحكومات تطوير سياسات لدعم العمال المتضررين من فقدان الوظائف بسبب الأتمتة. وتشمل هذه السياسات توفير التأمين ضد البطالة وبرامج التدريب المهني.
- التعاون بين القطاعين العام والخاص: يمكن للحكومات والشركات معاً العمل علي إنشاء حلول مبتكرة للتخفيف من الآثار السلبية للتحول الرقمي على سوق العمل.
وبشكل عام يعتبر التحول الرقمي أداة فعالة في مستقبلنا القريب والبعيد رغم كل السلبيات المحتملة .ففيه تتغير الحياة من افضل الي ممتازة .فبالعلم تزدهر الشعوب .
خاتمة :من المرجح أن يكون للتحول الرقمي تأثير كبير على سوق العمل في المستقبل. من المهم أن تكون على دراية بالآثار المحتملة للتحول الرقمي وأن تتخذ الخطوات اللازمة للتكيف معها.حتي تستطيع المواكبة مع الحركة السريعة لهذا القطاع الهام.
-------------------------------------------------------------------------------------------المصادر:
- منظمة العمل الدولية: "التحول الرقمي ومستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" (2021)
- المنتدى الاقتصادي العالمي: "المستقبل الوظيفي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا" (2021)